كتب : عاطف سليمان - جريدة الشرق
كثيرة هي الكتب التي حولنا.. ولكن البعض منها يستوقفنا ويجعلنا نسهب في قراءته أكثر من مرة لما يحتويه من أفكار ورؤى.. وتطلعات وشروحات.. وواقع يحيط بما جاء به.. من هذه الكتب التي التهمتها عيوني أكثر من مرة كتاب "السرد السينمائي" خطابات الحكي.. تشكيلات المكان.. مراوغات الزمن.. لفاضل الأسود .
والذي وصل عدد صفحاته لـ 396 صفحة وتناول فيها العديد من الأمور السينمائية جامعا فيه: الأفق النقدي واتساعه وإقامته جسورا للحوار والتلاقي مع علم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة وكيف يمكن النظر إلى النص السينمائي بتأمله وفحصه ودراسته واستخلاصه بهدف الوقوف على تشكيل البنية الحكائية للسرد الفيلمي من عنصري التشكيل الرئيسيين الزمان والمكان..
كذلك المساهمة في الاجتهاد لمعالجة القصور الذي يعاني منه النقد السينمائي خاصة حينما يذكر أنه يعاني في كثير من الأحوال ليس في العالم العربي فقط بل في العالم كله إلى تميز الانطباعات والخواطر الشخصية وقسرية المعايير القطعية والأحكام المعيارية إلى أن يشير إلى أن النقد لا يحفل بتحليل بنية السرد أو عناصرها المكونة ولا يكثرت بدراسة الأشكال الحكائية المختلفة باختلاف الأدوار التي تتحمل عبء السرد داخل النص الفيلمي.
ثم يتحدث المؤلف في كتابه عن المنهج النقدي الجديد والإدراك البصري للظواهر ورؤية الواقع والفرق بين رؤية الواقع ومشاهدة الفيلم السينمائي وافتراضية سبق الصورة على الكلمة من خلال المكان الفيلمي ومكان الواقع واستمرارية المكان الواقعي وتعوده وأجزاء المكان فنيا أو جماليا في العمل الفني وبناء المكان وبناء الزمان.. وكذلك إسهامات العلوم الحديثة.. علم النفس، الاتصال، والسيمولوجيا.
وفي موقع آخر يحدثنا عن مشكلة الزمان في الفيلم السينمائي وكيف تمكن تغطيتها فيما لا يزيد على ثلاث صفحات ويؤكد أن مصطلح "الحيز" الكادر لا يعني بالضرورة احتواءه على مادة مكانية مصورة، ثم نقول إن السينما هي حقل إبداع ممتد ومترامي الأطراف مشحون بالعديد من المعاني المباشرة وغير المباشرة، متخمم بإيحاءات والمعاني الضمنية وأن السينما فن له قواعده.
والحديث عنها ممتد خاصة حينما تحدث عن وهم الحركة بين رؤية الواقع ورؤية الفيلم.. وطبق ذلك على عدد من الأفلام المميزة فحصا وتحليلا ومناقشة نصوص سينمائية ترتبط عضويا بجوهر النصوص التي تحدث عنها.